حمل المصحف

حمل المصحف

الأحد، 27 يونيو 2021

متى يخرج الأعور الدجال؟ والمسيح الدجال.. وماهى الصورة الخلقية التى رسمتها لنا النصوص النبوية له.

المسيح الدجال.. ماهى الصورة الخلقية التى رسمتها لنا النصوص النبوية لهذا الدجال المسيح الدجال.. ماهى الصورة الخلقية التى رسمتها لنا النصوص النبوية لهذا الدجال ؟؟
ماهى الصورة الخلقية التى رسمتها لنا النصوص النبوية لهذاالدجال ؟؟ 
-
هو : رجل، جسيم،أحمر....شعره جعد قطط ،عينه اليمنى عوراء ناتئة أى بارزة،كأنها عنبة طافية ،واليسرىطافئة ممسوحة مطموسة (أى اختلط بياضها بسوادها وهذا يدل على تقرح القرنية وتلفها وذهاب نورهاإما لعلة أصابته أو خلق هكذابها ،كناتج من نواتج (التهجين الآدمي- شيطاني) فلا يرى بها إلا قليلا ويؤكد هذا وصف النبي (صلي الله عليه وسلم)له بالأعوريعنى الذى يرى بعين واحدة،ثم هو أفحج:أى يمشى العوجاء،فمشطى قدميه متقاربان أى يتجهان لبعضهما عندما يمشى وكاعبهما-عاقبهما- متباعدان ،وأماشعره فلأنه جعد ولا يمشطه فهو مرسل خلف رأسه بحيث يتدلى على كتفيه خصلات كرتاء جعداء كأنها أغصان شجرة وهذا معنى "حبك حبك " ولأن درجة جعودته شديدة فهو أى شعره "قطط". وأما وجهه ورأسه:فهو كريه المنظرأعور العين اليمنى،عينه كما وصفناها وكذا شعره،أكرث،جاف ،جعد ومرسل بين كتفيه كأغصان شجرة حدباء، وله جبين مكتوب على صفحته كافربحرو هجاء واضحة(ك،ف،ر) تشغل المساحة بين عينيه /تحقيق القول فى عورعينه:جاءت بعض النصوص تبين أن النتوء والبروزفى العين اليمنى وبعضها وصف النتوء فى العين اليسرى،والحقيقة أن أحد العينين ممسوحة طافئة بالهمزوالأخرى بارزة ناتئة طافية(بالياء)وأن أحد الرواة قد خالف وروى عكس الأضبط،فقد جاء عندمسلم 8/195 ط- التحريرمن حديث نافع عن ابن عمر عن النبي (صلي الله عليه وسلم ) مرفوعا وفيه :لفظ :أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة
بالهمز- رواه عبيد الله بن نافع عن ابن عمر وتابعه موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمرمثله،-أما رواية مسلم8/195 فى عوار عينه اليسرى فضبطها أقل حيث رواها أبو معاوية عن الأعمش وعنعنها وروايات أبومعاوية عن الأعمش ترد ولاتقبل إن لم يصرح فيها بالسماع لأنه ثقة يدلس روايات الأعمش ولم يصرح هنا بالسماع- جاءت من طريق شقيق الذى خالف ربعي بن حراش حيث رواه شقيق بلفظ أعور العين اليسرى ولم يروه ربعي بن حراش وربعى أضبط من شقيق ولفظ ربعي بن حراش:"ممسوح العين عليها ظفرة غليظة – بدون تحديد أيمنى هى أم يسرى" ثم رواه عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش بسنده إلى حذيفة مرفوعا وليس فيه لفظ العور أصلا، والتحقيق أن رواية أعور العين اليمنى هى الأضبط. تحقيق القول فى طوله:الأضبط من النصوص أن الدجال جسيم عظيم الخلقة ،ليس بقصير،فقدحدثت فاطمة بنت قيس فى صحيح مسلم ،وأبو هريرة ،وعائشة عند أحمد فى مسنده،وجابر بن عبد الله فى سنن ابن ماجة واللفظ لمسلم من حديث فاطمة بنت قيس ،وفيه (فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذافيه أعظم إنسان وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه مابين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد)،أمالرواية الثانية فمن حديث تميم الداري أخرجها مسلم فى صحيحهوفيها لفظ:(فإذا فيه رجل ينزو مابين السماء والأرض... الحديث)،وأخرج مسلم فى صحيحه عن هشام بن عامر وأحمد فى مسنده، ولفظه"مابين آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال-والكبر هنا عام يشمل الفتنة والخلقة،أما لفظ:المسيح الدجال قصيرأفحج جعد أعور مطموس العين) فقد رواه أبو داودفى سننه عن عبادة بن الصامت وأحمدفى مسنده وفى إسناده ضعف .
د- انحباس القطر والنبات: ستكون بين يدي الدجال ثلاث سنوات عجاف، يلقى الناس فيها شدة وكرباً؛ فلا مطر، ولا نبات، يفزع الناس فيها للتسبيح والتحميد والتهليل، حتى يجزئ عنهم بدل الطعام والشراب، فبينما هم كذلك؛ إذ تناهى لأسماعهم أن إلهاً ظهر ومعه جبال الخبز وأنهار الماء، فمن أعترف به رباً؛ أطعمه وسقاه، ومن كذبه؛ منعه الطعام والشراب، فالمعصوم عندها من عصمه الله وتذكر لحظتها وصايا المصطفى صلى الله عليه و سلم: لن تروا ربكم حتى تموتوا، وأنتم ترون هذا الأفاك الدجال ولم تموتوا بعد
مكان خروجه
روى أحمد والترمذي والحاكم وابن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال: إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المُطرقة
وأول ظهور أمره واشتهاره والله أعلم يكون بين الشام والعراق؛ ففي رواية مسلم عن نواس بن سمعان: إنه خارج خلة بين الشام والعراق
هلاك الدجال
أ- في بلاد الشام حرسها الله: روى أحمد ومسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يأتي المسيح من قبل المشرق، وهمته المدينة، حتى ينزل دُبُر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهناك يهلك
ب- قاتله هو عيسى بن مريم عليهما السلام: روى الترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "يقتل ابن مريم الدجال بباب لد " ولن يسلط عليه احد إلا عيسى بن مريم عليه السلام
صفاته الخلقية
أ- أعور العين أو العينين: روى الشيخان عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن الله لا يخفي عليكم، إن الله تعلى ليس بأعور، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية
ب- مكتوب بين عينيه كافر : روى الشيخان عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب،ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور،ومكتوب بين عينيه- ك ف ر
د- قصير، أفحج، جعد، أعور، عينه ليست بناتئة ولا جحراء: روى أحمد وأبو داود عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا أن المسيح الدجال: قصير، افحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بنائتة ولا جحراء، فإن ألبس عليكم؛ فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا
هـ_ هجان، أزهر، كأن رأسه أصلة: روى أحمد وابن حبان عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: الدجال: أعور، هجان، أزهر(وفي رواية أقمر)؛ كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبدالعزى بن قطن، فإما هلك الهلك؛ فإن ربكم تعالى ليس بأعور
أعماله وفتنته
أ - يدعي الألوهية للحديث: معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار - رواه مسلم
ب- تسخر له الجن والسماء والأرض زيادة في الفتنة للحديث: يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له الشيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك، فيأتي على القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم: فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم - رواه مسلم
جـ - يستخدم الجان والشياطين فى إظهارإمكانية القتل ودعوة المقتول إلى الاستواء فيستوي زيادة في الفتنة للحديث: ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائما - رواه مسلم
د - ومكوثه في الأرض أربعون للحديث: قلنا: يا رسول الله وكم لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما - رواه مسلم
للنجاة منه
هـ -: أن تقرأ فواتح سورة الكهف للحديث: فمن أدركه منكم فليقرأ عليه بفواتح الكهف فإنها جواركم من فتنته - رواه مسلم
من هم أتباع المسيح الدجال:
أ- أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء. روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة)
ب- وأما النساء فحالهن أشد من حال الأعراب لسرعة تأثرهن وغلبة الجهل عليهن، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة فيكون أكثر من يخرج إليه من النساء، حتى إن الرجل يرجع إلى حميمة وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه " رواه الإمام أحمد.
ج- الكفار والمنافقين: روى الشيخان والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال؛ إلا مكة والمدينة، وليس نُقب من أنقابها إلا عليها الملائكة حافين تحرسها، فينزل بالسبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق
د- جهلة الأعراب: ودليل ذلك ما رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم والضياء عن أبي أمامة، وفيه: ". . . وإن من الفتنه أن يقول اللأعرابي: أرأيت إن يبعث لك أباك وأمك؛ أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يابني! اتبعه؛ فإنه ربك
ه- من وجوههم كالمجان المطرقة، ولعلهم الترك: عن أحمد والترمذي والحاكم وابن ماجه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة
فتنة الدجال وأعماله:
فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله ادم إلى قيام الساعة، وذلك بسبب عظيم دجله وشدة تسخيره للجن والشياطين وكذبه الباغ انحطاطا وجرأة علي الله
لماذا فتنة الدجال أعظم الفتن؟ قلت المدون:يحرم القول بأن أفعال الدجال خوارق بل هي كذب ودجل فالله لا يعطي الكذاب الدجال المخلوق بفطرته كافرا مكتوب بين عينه ك ف ر هجاؤه خوارق ولا يجوز أن تُعطي له بل إن جاز ذلك فلأولياء الله من الصالحين أمثال الخَضِر عليه السلام والنبيين ممن خصهم الله بمثل هذا كيوسف وعيسي عليهما السلام، لقد شاع في كل جوانب الفقه الإسلامي أن الدجال أعطاه الله خوارق لتبرير حد فقههم علي هذا القدر ولو أنهم قالوا علي أفعاله: الله أعلم كيف يفعل ذلك؟ لكان خيرا لهم/لقد أثبتنا في أول هذا الكتاب أن كل أفعال المسيح الدجال عليه لعنة الله هي دجل وكل دجال لابد من اتصاله بجن أو شيطان
لكن الدجال الأكبر مسيح الضلالة قد سخر له الشيطان الإبليس جيشاً جراراً من الجن والشياطين ليكونوا تحت أمره ورهن إشارته
سبب افتتان الناس بالدجال
1-
ظهور الرخاءوالغذاء والمياه وإقبال الدنيا معه، واستجابة الجماد لأمره فيما يبدو للناظر وذلك بتأثير السحر بقبائل من الجن والشياطين.
فقد ثبت في الحديث الصحيح: أنه قبل خروج الدجال بثلاث سنوات يصيب الناس فيها جوع شديد، حيث يأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله، ثم يأتي المسيح الدجال على هذه الحال فتكون من فتنته أنه يأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، ويأمر خرائب الأرض أن تخرج كنوزها المدفونة فتستجيب له "
فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة.. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فيأتي على القوم- أي الدجال- فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل " رواه مسلم.
2-
يجيء الدجال معه مثل الجنة والنارومعه نهران ،
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنه نار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار، فإنه ماء عذب بارد" رواه البخاري. وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال: ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر ممن سألته وإنه قال لي: "ما يضرك منه؟ قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: هو أهون على الله من ذلك " رواه البخاري ومسلم.
3-
سرعة انتقاله في الأرض والبلاد التي لا يستطيع دخولها:
ففي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه- الطويل- قال: "... قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح... " رواه مسلم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيها من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه؟ فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد " أخرجه ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة
4-
استجابة الشيطان لأوامره
فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك " حديث صحيح رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك
قلت المدون فهذا أكبر دليل علي أن كل أفعاله صادرة ليس من خوارق بل بتسخيره للجن والشياطين يهيؤون للناظرين كل ما يرونه علي أنه ×خوارق× لكنه سحر ودجل وكذب وإذن.. ففيما سماه رسول الله صلي الله عليه وسلم مسيح الضلاله أو المسيح الدجال أو الأعور الكذاب أو تسميات متعددة غير هذه كلها تدل علي دجله العطيم وسحره الفاحش وكذبه البالغ أعالي الأفق وكفره الفطري مكتوب بين عينيه كافر هجاؤه ك ف ر
5-
قتله للشاب المؤمن ثم إحياؤه::
جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا به أنه قال :
"
يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته. هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه. فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم. فيقول الدجال: اقتله ولا يسلط عليه ".
ولمسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح، مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج. قال: فيقولون له: أوما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء. فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه. فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيأمر الدجال فيشبح فيقول: خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا. قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب. قال: فيؤمر به فيؤشر بالمنشار من مفرقه حيث يفرق بين رجليه. قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم، فيستوي قائما. قال: ثم يقول: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. قال: ثم يقول: يا أيها الناس، إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس. قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا. قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ؟
الوقاية من فتنة الدجال 
A
التمسك بالإسلام والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم.
التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة، وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فمنها ما رواه الشيخان والنسائي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ". وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.-- حفظ آيات من سورة الكهف، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال. وفي بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها، ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : " من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ". وروى مسلم أيضا عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " أي من فتنته. قال مسلم: قال شعبة: من آخر الكهف. وقال همام: من أول الكهف.
C
الفرار من الدجال والابتعاد عنه ولو فى الجبال والأفضل سكنى مكة والمدينة، فقد سبق أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة، فينبغي للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد منه، وذلك لما معه من الشبهات والخوارق العظيمة التي يجريها الله على يديه فتنة للناس، فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات فيتبع الدجال
هلاك الدجال
يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة، ويكثر اتباعه وتعم فتنته، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين. وعند ذلك ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون فيسير بهم قاصدا المسيح الدجال، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجها نحو بيت المقدس فيلحق به عيسى عليه السلام عند باب (لد) فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح، فيقول له عيسى عليه السلام: (إن لي فيك ضربة لن تفوتني، فيتداركه عيسى فيقتله بحربته، وينهزم أتباعه فيتبعهم المؤمنون فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد؟ فإنه من شجر اليهود
2-
الإحتمال الثاني:أن يكون خلقا مجهزابقدرة الله تعالى بحيث يقاوم عوامل التغيرات المناخية والإنحدار السريع للعمروظنى أن التجهيز الرباني للأبدان بحيث تقاوم المتغيرات المناخية كرامة لاتستحق إلا للمؤمنين ،ولايستحقها المسيح الدجال لكفره البيين .
3-
الإحتمال الثالث:أن يولد المسيح الدجال قبل وقت خروجه مارابزمن النمو الطبيعي للإنسان ويكون الكفر والإفساد بالنسبة له مناهج مكتسبة فى مسار نموه المعتاد – وهذا الإحتمال مستبعد لقول تميم الداري فى حديث فاطمة بنت قيس الصحيح،وقول ابن صياد :إنى أعرفه،وأعرف أبيه وأين يوجد ألان كما ورد فى صحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة وإن كان احتماله جائزاولأن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) لم يستبعده عندما تشكك الصحابة فى ابن صياد أن يكون هو المسيح الدجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ابن الخطاب :إن يكن هو فلن تستطيع قتله وفى رواية :فلن تسلط عليه-فأقر النبى ( صلي الله عليه وسلم )احتمال تواجده ولادة فى حينه ،لأن ابن صياد لم يتجاوز عمره قرنا من الزمان منذ ولد إلى أن تواجد في زمن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) لكنه بين فيما بعدتواجده من قديم وأنه محبوس في جزير من جزر بحر العرب.
4-
الإحتمال الرابع: أن يكون الشيطان قد تعهده ورباه وتحالف معه ويقوم وجنوده على رعايته حتى يأذن الله له فى الخروج فيوطئ له الشيطان كل سبيل للإفساد والسحر العظيم والتغطية الكبرى والإنتقال على متن عفريت قدير أو مارد مارق يجوب به بقاع الأرض بإسراع كالغيث استدبرته الريح ليعيث يمينا ويعيث شمالا،او تكون صفة الإسراع فى الأرض أصيلة فى جيناته الموروثة كهجين.
احاديث عامة منبئة عن أحوال المسيح الدجال
1-
عن محجن بن الأدرع،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوما فقال يوم الخلاص ومايوم الخلاص؟(ثلاثا)فقيل له:ومايوم الخلاص؟قال يجيئ الدجال فيصعدأحدا فينظرإلى المدينة فيقول:لأصحابة: هل ترون هذا القصرالأبيض؟هذا مسجد أحمد،ثم يأتى المدينةفيجد فى كل نقب من أنقابها ملكا مصلتا سيفه، فيأتى سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلايبقى منافق ولامنافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلاخرج إليه فذلك يوم الخلاص)صحيح رواه أحمد فى مسنده والهيثمي فى مجمع الزوائدوصححه.
2-
وروى ابن ماجة وابن خزيمة عن أبى أمامة مرفوعا(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ياأيها الناس : إنها لم تكن فتنة منذ ]أى خلق[الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذرأمته الدجال وأناآخر الأنبياء وانتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لامحالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدى فكل حجيج نفسه والله خليفتى على كل مسلم،وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا ويعيث شمالا ياعباد الله فاثبتوافإننى سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلى نبى،يقول:أناربكم،ولاترون ربكم حتى تموتوا،وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعوروإنه مكتوبب بين عينيه: كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب)
3 -
وفى الحديث الصحيح :من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال)،وفى رواية:“ [من آخر سورة الكهف]
4-
وروى مسلم فى صحيحه]207و208[(ج8)عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:بادروا بالأعمال ستا:-] طلوع الشمس من مغربها ،أو الدخان ،أوالدابة، أوخاصة أحدكم ،أو أمر العامة،أوالدجال فشر غائب ينتظر،أو الساعة فالساعة أدهى وأمر]
أين يختبئ الدجال اليوم وأين يوجد؟
إن القارئ لحديث تميم الداري يقطع بأن المسيح الدجال موجود الآن يعيش ويحيا على جزيرة من جزرالمحيط الهندي من ناحية بحر العرب،(راجع الخارطة التالية):والمحيط الهندي يقع بين سواحل الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية. تحده إيران وباكستان من الشمال.شبه القارة الهندية من الشرق وشبة الجزيرة العربية والقرن الافريقى من الغرب.وأكبر عرض لبحر العرب هو 2400 كيلومتر تقريبا وأقصى عمق له 4,6 كيلو متر تقريبا. أنهر أندوس والمعروف كذلك بنهر سندهو، نامادا، وتابتي تصب مباشرة في هذا البحر.الخليج العربي والبحر الأحمرومن أشهر الجبال التى تطل عليه الجبل الاخضر في عمان و جبال غات الغربية في الهند.الدول المطلة على بحر العرب هي الهند، إيران، عُمان، باكستان، اليمن، الإمارات العربيةالمتحدة،الصومال و المالديف. ومن المدن التي تطل على هذا البحر مدينة ممباي في الهند و كراتشي في باكستان و صور في عمان والمكلا في اليمن و ميركا في الصومال.؟
(
هامش) الخليج الفارسى أو الخليج العربي أو خليج البصرة
صوره للخليج (العربي) من الفضاء.
الخليج العربي(او "الخليج العربى") هوه خليج موجود في جنوب غرب آسيا بين شبه جزيرة العرب و ايران, و هوه بيعتبر امتداد من بحر عمان و المحيط الهندي. التسميه بتاعة الخليج دا محل خلاف بين بعض الدول العربية اللي بتحب تسميه الخليج العربي او الخليج بس مع انه تاريخيا و عالميا معروف باسم الخليج الفارسي.والتسميه العربية جات ايام الريس جمال عبد الناصر اللي كان بيقود موضوع القوميه العربيه وحجة العرب انهم ساكنين علي جانبيين الخليج في جزيرة العرب والاهواز , لكن ايران بتقول ان ده مش مبرر لتغيير اسم معروف تاريخيا. والخليج الفارسي غني (بالاضافة للبترول و الغاز الطبيعي) بحاجات تانية كتير زي الاسماك اللي بتتصاد و كانت مصدر رئيسي للغذاء بتاع شعوب المنطقه قبل البترول و كمان الشُعب المرجانية و اللؤلؤ.أما الدول التى تطل عليه فهى:
(
ايران /العراق /السعودية /الكويت /قطر /البحرين /الامارات /عمان)
التسميه : الخليج الفارسي : هو الإسم الرسمي لإيران والإعلام وإعلامها وتستخدمه الأمم المتحدة لتسمية الخليج الفارسي وفي كل لغات إلا العربية
في فبراير
========================================
وهذه مقالة عن المسيح الدجال أوردتها لمزيد من العلم بهذا الاعور الكذاب
الأعور الدجال والمسيح الدجال
إعداد : كمال غزال
طرح نتفليكس مؤخراً على منصته مسلسل بعنوان "رجل المعجزات" للجمهور في المنطقة العربية أو Messiah المسيح لباقي الجمهور في أنحاء العالم ، يتناول المسلسل المؤلف من 10 حلقات قصة خيالية مقتبسة عن فكرة المسيح المنتظر التي ورد ذكرها في الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية ، أثار المسلسل ضجة وجدلاً واسعاً منذ طرحه منذ أيام ، فما هي الرواية الأصلية الواردة في الأديان والتي هي من أحداث آخر الزمان أو من علامات الساعة ؟ لقد نشرت في هذا الموقع في 15 أكتوبر ، 2010 :
منذ مهد التاريخ عاشت شخصيات عديدة كان لها بالغ الأثر على المجتمع الذي تعيش فيه وحتى على الأجيال اللاحقة من خلال ما تقدمه من مفاهيم تنعكس على المجتمع خيراً أو شراً ، كان الخير ممثلاً برجل الإصلاح أو بما يعرف بالنبي المرسل من الله بينما كان الشر وما يزال ممثلاً بعدو الانسانية الأول "الشيطان " الذي يقود معركته متخفياً هو وجنده ضد بني الإنسان بدهاء ومكر، ستدور رحى المعركة الفصل في آخر الزمان وفقاً للأديان السماوية بين جيش الطاغوت الذي تقوده شخصية سيمتد نفوذها على العالم أجمع وجيش الحق والإيمان.
نتحدث هنا عن شخصية حذر منها الأنبياء والرسل المتعاقبون على مر العصور، شخصية يجسد من خلالها الشيطان غايته القصوى ويترافق مجيئها مع آخر الزمان حيث تعتبر من آخر علامات الساعة الكبرى وفق المنظر الإسلامي بالإضافة إلى سيناريوهات أخرى عن نهاية العالم، تدعى تلك الشخصية بـ الدجال.
وسميت بالدجال لأنها تنتحل صفة المسيح المنتظر وتخدع الناس بقواها الخارقة لتضلهم عن صراط الله المستقيم. تختلف الأديان السماوية الثلاث فيما ترويه عن ذلك " المسيح المدعي" :
1-
الرواية اليهودية تقول التوراة: " يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجبياً مسيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً ". 
ومما جاء في التلمود : "حين يأتي المسيح تطرح الأرض رياسته. وللسلام لا نهاية على كرسي داوود، وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد، وغيرة رب الجنود تصنع هذا".
وقد تحدث التلمود أيضاً بالطريقة نفسها التي تحدثت بها التوراة حيث جاء: " سيأتي المسيح الحقيقي، ويحصل النصر المنتظر، ويقبل المسيح حينئذ الهدايا من كل الشعوب، ويرفض هدايا المسيحيين، وتكون الأمة اليهودية أنذاك في غاية الثروة، لأنها قد حصلت على جميع أموال العالم ، فطيراً وملابس من الصوف وقمحاً، وفي ذلك الزمن ترجع السلطة إلى اليهود، وجميع الأمم تخدم ذلك المسيح، وسوف يملك كل يهودي ألفين وثلاثمائة عبد لخدمته، ولن يأتي المسيح إلا بعد اندثار حكم الشعوب الخارجة عن دين بني إسرائيل ".
ويتحدث التلمود عن الحرب التي ستشغل في زمن غير بعيد من قدوم المسيح فقبل أن يحكم اليهود نهائياً، يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح الحقيقي ويحقق النصر القريب لهؤلاء اليهود وبموجب التوراة يعتقدون بقدوم المسيح الذي يحكم العالم كله بعد فترة من الاضطرابات والحروب والفتن ، لأن المسيح حسب اعتقاد اليهود مهمته العالمية خلاص الشعب (اليهودي ) وحكم العالم بشريعة صهيون ، ويكون هذا المسيح من نسل داوود، ويكون خروجه قبل قيام الساعة، أي قبل الأيام الأخيرة للعالم ، وعند خروجه سيحارب أعداء إسرائيل، ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية يعني التوراة والتلمود ".

ويمكن استخلاص ذلك من بعض ماجاء بكتب النبؤات التوراتية التي تتحدث عن قدوم المسيح (هو الدجال : حسب منظور الدين الإسلامي ) مثل كتاب أشعيا وحزقيال. ومما جاء بكتاب أشعيا: " عندما سيملك المسيا ، سيتطلع إليه قادة جميع الأمم ليكون قائدهم " - (إشعياء:2/4)
والمسيا المقصود به المسيح ومما جاء أيضاً بكتاب حزقيال: " سوف يعاد بناء المعبد {هيكل أورشليم} ويعاد تطبيق الشرائع التي أوقف العمل بها " - حزقيال:40.
ومن جانب آخر هناك ثلاث مذاهب يهودية هي المحافظة والارذوكسية والإصلاحية حيث تتفق كل من المحافظة والارثوذوكسية بفكرة قدوم المسيح الدجال بينما اليهودية الاصلاحية تنفي أن يكون هناك مسيح قادم ولكن البعض منهم يؤمنون بهذه الفكرة.
2-
الرواية المسيحي
في رؤيا يوحنا - إصحاح 13 : 1- 8 يقول الكتاب :
"1
ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ ".
2
وَالْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا.

3
وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ

4
وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ:«مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟ 
5
وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. 6 فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ
7
وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ
8
فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ
9
مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ.
فالسبعه رؤوس أو السبعة ملوك ترمز إلى سبع ممالك تظهر على مسرح التاريخ وعلى مر العصور وعندما جاءت الرؤيا ليوحنا في عصر الامبراطورية الرومانية كانت خمسة ممالك قد سقطت وهي : مملكة بابل والفراعنة ومملكة الكلدانيين ومملكة ماري وفارس واليونان
أما المملكة السابعة فستقوم في آخر الأيام من عشره أقطاب ، فيستولي الوحش أو الدجال على زعامه هذا الاتحاد. لكن هذا الديكتاتور لا يحكم طويلاً ويموت موتاً غير طبيعياً ربما باغتيال لكن الشيطان سيقوم بتدبير خدعه كبيرة فيحل في جسده الميت ويقيمه من الأموات فيتعجب كل سكان الأرض من هذه الخدعة، فيراه العالم ليس كرئيس قد قام من الأموات بل المسيح المنتظر
فالشيطان من خلال هذا الدجال الذي اقامه من الأموات سيحكم العالم مده اثنين وأربعين شهراً أي لمدة ثلاث سنوات ونصف . والشيطان سيقوم ايضاً باستخدام شخصية دينية كبيرة لمساعدة الدجال في تحقيق أهدافه، فيقوم بعجائب عظيمة لخداع الناس ويجعل الجميع يسجدون لصور الدجال وان الذين لا يسجدون له يقتلون
ويقوم بإتباع نظام جديد للسيطرة على اقتصاد العالم، وفي نهاية فترته يأتي المسيح المخلص في مجيئه الثاني ليضع حداً له ويقيم مملكته الموعودة التي وعد بها. ولكن الإنجيل يحذرمن السجود لهذا الدجال فيقول الكتاب في رؤيا يوحنا - إصحاح 14 : 9 – 12 : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، 10فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ ". 
3-
المسيح الدجال.. ماهى الصورة الخلقية التى رسمتها لنا النصوص النبوية
يقول رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) :
"
يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم - ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال . ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها وإنه لا يضر مسلماً وإن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الأعور الدجال، إني لأنذر كموه وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة . إنه لحق وأما إنه قريب فكل ما هو آت قريب . إنما يخرج لغضبة يغضبها و لا يخرج حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة . فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ".

أوصاف الدجال
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف الدجال:
"
يا عباد الله فاثبتوا . ثلاثا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي . ( وفي حديث عبادة : إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا إنه يبدأ فيقول : أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول : أنا ربكم . ولا ترون ربكم حتى تموتوا وإنه أعور ممسوح العين اليسرى عليها ظفرة غليظة خضراء كأنها كوكب دري عينه اليمنى كأنها عنبة طافية ليست بناتئة ولا حجراء ، جفال الشعر ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم إن ربكم ليس بأعور ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم أن ربكم ليس بأعور ثلاثاً وأشار بيده إلى عينيه وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا.انه يمشي في الأرض وإن الأرض والسماء لله إنه شاب قطط كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن قصير أفحج دعج هجان وإنه آدم جعد جفال الشعر وإنه مكتوب بين عينيه : كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب وإن من فتنته أن معه جنة ونارا ونهرا وماء وجبل خبز وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار فناره جنة وجنته نار ".
خروجه وفتنته
لا يخرج الدجال حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ . ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جوانبها الذي في البحر ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر . فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمون الغنائم - قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح الدجال قد خلفكم في أهليكم . فيرفضون ما بأيديهم فيخرجون وذلك باطل فيبعثون عشرة فوارس طليعة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ فإذا جاؤوا الشام خرج وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا أربع مساجد : مسجد مكة و مسجد المدينة والطور ومسجد الأقصى وإن أيامه أربعون يوما يوما كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قالوا : فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا اقدروا له قدره قالوا : وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله .

 
دجل وليس خوارق
-
وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجحال أن الصحابة قالوا : يا رسول الله ! كم لبثه في الأرض ؟ قال : ( أربعون يوماً ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعه ، وسائر أيامه كأيامكم) قالوا: وما إسراعه في الأرض؟ قال : ( كالغيث إذا استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم ، فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيدهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فبقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه ، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ) رواه مسلم

-
وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس ، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول للدجال ( أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ، هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا . فيقتله ، ثم يحييه ، فيقول ( أي الرجل ) والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم ، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه )- صحيح البخاري

عن حذيفة أيضاً رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان ، أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه ، فإنه ماء بارد ) رواه مسلم

المؤمن الذي يتحدى الدجال
مؤمن شاب يتوجه نحو الدجال عند خروجه فيتلقاه جيش الدجال فيأخذونه إلى الدجال ‏فإذا رآه المؤمن :
قال : " يا أيها الناس هذا الدجال ‏الذي ذكره رسول الله "

فيأمر‏ الدجال‏ ‏به‏ ‏فيشبح ‏ ‏فيقول: " خذوه ‏ ‏وشجوه " ، فيوسع ‏ ظهره وبطنه ضرباً

قال ويقول له : ‏ " ‏أوما تؤمن بي ؟ "

فيرد المؤمن : " أنت ‏‏المسيح الكذاب "
فيأمر الدجال به ‏فيينشر‏‏بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي‏ الدجال ‏بين القطعتين

ثم يقول له : " قم" ، ‏ وفي رواية : " يقول انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري"
فيبعثه الله ‏فيستوي قائماً
فيقول له الدجال : " أتؤمن بي ؟ "
فيقول: " ما ازددت فيك إلا بصيرة "
ثم يقول المؤمن : " يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس"

فيأخذه الدجال ‏‏ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً فلا يستطيع إليه سبيلاً

قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة و‏ هذا الرجل أعظم الناس شهادة عند رب العالمين

نزول المسيح وقدوم المهدي المنتظر

في حديث أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( و الذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم عدلاً ، فيكسر الصليب و يقتل الخنزير ، و يضع الجزية و يفيض المال حتى لا يقبله احد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا و ما فيها ) رواه البخاري.
بعد ذلك يفر الناس من الدجال في الجبال ويحاصرو وانذاك يكون إمام العرب هو المهدي المنتظر وهو رجل يصفه النبي ويقول عنه أنه رجل من آل البيت من أولاد فاطمة يصلحه الله في ليلة يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين - وقال صلى الله عليه وسلم : عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار : عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام وقال : من أدركه منكم فليقرئه مني السلام فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم من السماء عيسى بن مريم الصبح عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ليس بيني وبينه نبي يعني : عيسى ) وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه : رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويُهلِك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام.
الحصار ونهاية الدجال
يأتي الدجال جبل ( إيلياء ) فيحاصر عصابة من المسلمين فيقول لهم الذين عليهم : ما تنتظرون بهذا الطاغية إلا أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة صلاة الصبح فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم فيؤم الناس فإذا رفع رأسه من ركعته قال : سمع الله لمن حمده قتل الله المسيح الدجال وظهر المسلمون . فإذا انصرف قال : افتحوا الباب . فيفتح وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فيطلبه عيسى عليه الصلاة والسلام فيذهب عيسى بحربته نحو الدجال فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريه دمه في حربته فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق فيهزم الله اليهود ويسلط عليهم المسلمون ويقتلونهم فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة - إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق - إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله .

=========


عرض الألوكة
أنذركم المسيح الدجال
متى يخرج الأعور الدجال؟

علامات خروج المسيح الدجال، نعوذ بالله من شر فتنته

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده، أما بعد:

فاتِّباعًا لمنهاج النبوة، وسيرًا على خُطَى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في التحذير من المسيح الدجال؛ كما قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أحمد في مسنده (14112) بإسناد صحيح، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: ((ما كانت فِتْنةٌ، ولا تكونُ حتى تقومَ الساعة - أكبرَ من فِتْنة الدجَّال، ولا من نبيٍّ إلَّا وقد حذَّرَه أُمَّتَه، ولأُخْبِرَنَّكُم بشيءٍ ما أَخْبَرَه نبيٌّ أُمَّتَه قبلي))، ثم وضع يده على عينه، ثم قال: ((أشهد أنَّ الله ليس بأَعْوَر)).


استعنتُ بالله، ولا معينَ لي على الحقيقة سواه في جَمْع علامات خروجه من دواوين السنة؛ ليكون المؤمن على بيِّنة من ربِّه، وبصيرة من نفسه، وكُلٌّ حجيجُ نفسه، بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، والمعصوم من عصمَه الله بفضله ورحمته.


وقد جرى قَدَرُ الله - وهو أهل الفضل والمنَّة - أن تكون هذه العلامات محسوسةً ملموسةً، يمكن لكل مُراقِبٍ لآيات الله في الآفاق والأنفُس، وما يجري في دُنْيا الناس اليوم من أحداث هائلة جِسامٍ، أن يرصُدَها واحدةً تِلْوَ الأخرى؛ ذلك لمن كان يَقِظَ القلب، مُشفِقًا من شأن الآخرة، مستعدًّا لها؛ كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾ [الشورى: 17، 18].


هذا، وقد تحصَّلَ لي من البحث بعون الله نحو من سِتَّ عشرةَ علامةً، وهي على النحو الآتي:

1 - نسيان ذكره على ألسنة الناس عامةً، وعلى ألسنة الأئمة في منابرهم خاصَّةً:

ثَبَت ذلك في زوائد مسند أحمد (4 /72)؛ فعن راشد بن سعد، قال: لَمَّا افْتُتِحَتْ إصْطَخْرُ، فإذا مُنادٍ: ألا إنَّ الدجَّال قد خرج، قال: فلَقِيَهُمُ الصَّعْبُ بن جَثَّامة، فقال: لولا ما تقولون لأخْبَرْتُكم أنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يَخرُجُ الدَّجَّالُ حتى يَذْهَلَ الناسُ عن ذِكْرِه، وحتى تترُكَ الأئمَّةُ ذِكْرَه على المنابر))؛ قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (7/ 335): "رواه عبدالله بن أحمد من رواية بَقِيَّة، عن صفوان بن عمرو، وهي صحيحة، كما قال ابن معين، وبقيَّة رجاله ثقات"، وصحَّح الألباني الرِّواية في قصة المسيح الدجال، صـ30، وهي مختلف في صحَّتِها بين أهل الحديث.


2 - بعث المهدي رضي الله عنه وفتح القسطنطينية، كما جاء في صحيح ابن حِبَّان 6786 بإسناد صحيح على شرط مسلم، عن أسير بن جابر، قال: هاجت ريحٌ ونحن عند عبدالله، فغضِبَ ابنُ مسعودٍ حتى عرَفنا الغَضَبَ في وجهه، فقال: ويحَكَ! إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يُقْسَمَ ميراثٌ، ولا يُفْرَحَ بغنيمةٍ، ثم ضرب بيده إلى الشام، وقال: عَدُوٌّ يجتمع للمسلمين من ها هُنا فيلتقُون، فتُشْتَرَط شُرْطَةُ الموت: لا ترجع إلا وهي غالبة، فيقتتلون حتى تغيب الشمس، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، وكلٌّ غيرُ غالبٍ، وتَفنى الشُّرطة، ثم تُشْتَرَطُ الغَدَ شُرْطةُ الموت: لا ترجع إلَّا وهي غالبةٌ، فيقتتلون حتى تغيب الشمس، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، وكلٌّ غيرُ غالبٍ، وتفنى الشرطة، ثم تُشْتَرط الغَدَ شرطة الموت في اليوم الثالث: لا ترجع إلَّا وهي غالبةٌ، فيقتتلون حتى تغيب الشمس، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، وكلٌّ غيرُ غالبٍ وتفنى الشرطة، ثم يلتقون في اليوم الرابع، فيقاتلونهم ويهزمونهم حتى تبلُغ الدِّماءُ نَحْرَ الخيل، ويقتتلون حتى إن بني الأب كانوا يتعادُّون على مائة، فيُقتَلُون حتى لا يبقى منهم رجلٌ واحدٌ! فأيُّ ميراثٍ يُقْسَم بعد هذا؟! وأيُّ غنيمةٍ يُفْرَح بها؟! ثم يستفتحون القسطنطينية، فبينما هم يَقْسِمُون الدنانير بالتِّرَسة، إذ أتاهم فَزَعٌ أكبرُ من ذلك، إن الدجَّال قد خرَج في ذراريكم، فيرفُضون ما في أيديهم ويُقبِلون، ويبعثون طليعةَ فوارس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هم يومئذٍ خيرُ فوارس الأرض، إني لأعْلَمُ أسماءَهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، وألوانَ خيولهم)).


وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عُمْرانُ بيت المقدس خرابُ يَثْرِبَ، وخرابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ المَلْحَمة، وخُرُوجُ المَلْحَمة فَتْحُ القُسْطنطينية، وفتْحُ القُسْطنطينية خُروجُ الدَّجَّال))، ثم ضرب على فَخِذِه أو على مَنْكِبِه، ثم قال: ((إنَّ هذا لحَقٌّ كما أنَّكَ قاعدٌ))؛ أخرجه أحمد في مسنده 22023، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع، 4096.


3- قلة العرب حين خروجه؛ لما أخرجه أحمد في مسنده 27620 بإسناد صحيح على شرط مسلم من رواية أبي الزبير، أنه سَمِعَ جابر بن عبدالله، يقول: أخبرتني أُمُّ شَرِيكٍ، أنها سَمِعَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَيَفِرَّنَّ الناسُ من الدَّجَّال في الجبال))، قالت: أُمُّ شَرِيكٍ يا رسول الله، فأين العرب يومئذٍ؟ قال: ((كُلُّهم قليلٌ)).


4 - الجوع الشديد؛ لِما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال، التي أخرجها ابنُ ماجه في سُنَنِه 4077، وفي سندها ضَعْفٌ، لكن صحَّح الشيخ الإمامُ الألبانيُّ رحمه الله الحديث بطُرُقِه وشواهده في صحيح الجامع 7875، وفي قصة المسيح الدَّجَّال صـ138، وفيه: ((وإنَّ قبل خُروج الدجَّال ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ، يُصيب الناسَ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمُر اللهُ السماءَ السنةَ الأولى أن تَحبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها، ويأمُر الأرضَ فتحبِسُ ثُلُثَ نباتِها، ثم يأمُر السماءَ في الثانية، فتحبِسُ ثُلُثَي مَطَرِها، ويأمُر الأرضَ فتحبِسُ ثُلُثَي نباتِها، ثم يأمُر اللهُ السماءَ في السنة الثالثة، فتحبِسُ مَطَرَها كُلَّه، فلا تقطُرُ قطرةً، ويأمُر الأرضَ، فتحبِسُ نباتَها كُلَّه، فلا تُنبِت خضراءَ، فلا تَبقى ذاتُ ظِلْفٍ إلَّا هَلَكَتْ، إلَّا ما شاء اللهُ عز وجل))، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: ((التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، ويَجزي ذلك عنهم مَجزأةَ الطعام)).


5 - بعد فتنة الدُّهَيْماء نعوذ بالله من شرِّها؛ فقد أخرج الإمام أبو داود في سُنَنِه 4242 بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: كنا قُعُودًا عند رسول الله، فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحْلاس؟ قال: ((هي هَرَبٌ وحَرَبٌ، ثم فتنة السَّرَّاء، دَخَنُها من تحت قَدَمَي رجُلٍ من أهل بيتي، يزعُم أنه منِّي، وليس منِّي، وإنَّما أوليائي المتَّقون، ثم يصطلِحُ الناس على رجل كوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيْماء، لا تَدَع أحدًا من هذه الأُمَّة إلا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فإذا قيل: انقضَت، تمادَتْ، يُصبِح الرجلُ فيها مؤمنًا، ويُمسِي كافرًا، حتى يصيرَ الناسُ إلى فُسْطاطين: فُسْطاط إيمانٍ لا نِفاقَ فيه، وفُسْطاط نِفاقٍ لا إيمانَ فيه، فإذا كان ذاكم، فانتظروا الدجَّال من يومه أو من غده)).


وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: ((تكون ثلاث فتن، الرابعة تسُوقُهم إلى الدَّجَّال التي ترمِي بالنَّشَف، والتي ترمي بالرَّضْف، والمظلمة التي تمُوجُ كموجِ البحر))؛ إسناده صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنَّفه (37132)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1 /273)، وله حكم الرَّفْع للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه من أمر الغيب، وليس مِن قبيل الرأي.


قال ابن منظور في لسان العرب (9 /330): (النَّشَفُ: وهي حجارة سُود كأنَّها أُحْرِقَتْ بالنار، وإذا تُركت على رأس الماء طفَتْ ولم تَغُصْ فيه، وهي التي يُحَكُّ بها الوسخُ عن اليد والرجل، ومنه حديث حذيفة: ((أظلَّتكم الفِتَن ترمي بالنَّشَف، ثم التي تليها ترمي بالرَّضْف))؛ يعني: أن الأولى من الفِتَن لا تُؤثِّر في أديان الناس لخفَّتها، والتي بعدها كهيئة حجارة قد أُحْمِيَتْ بالنار، فكانت رَضْفًا، فهي أبلغُ في أديانهم وأثْلَمُ لأبدانهم).


6، 7، 8، 9 - توقُّف نخيل بيسان عن الإثمار، وجفاف بحيرة طبرية، واستمرار تدفُّق عين زغر، واستمرار زرعها، وظهور النبي صلى الله عليه وسلم على الكفار، وهذه العلامات كلها جاءت في سياق واحد، في قصة تميم الداري رضي الله عنه في صحيح مسلم، وفيها: (فقال يعني: المسيح الدجال): أخبروني عن نخل بيسان، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يُثمِر؟ قلنا له: نَعَم، قال: أما إنه يُوشِكُ ألَّا تُثمِر، قال: أخبروني عن بحيرة الطبريَّة، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يُوشِك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زُغَر، قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن نبي الأُميِّين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتلَه العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما إن ذاك خيرٌ لهم أن يُطيعوه، وإني مخبرُكم عني، إني أنا المسيح، وإني أُوشك أن يؤذَنَ لي في الخروج).


10- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: ((يَنْشأ نَشْءٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز تَراقِيَهم، كلَّما خرج قَرْنٌ قُطِعَ))، قال ابن عمر: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلما خرج قَرْنٌ قُطِع)) أكثر من عشرين مرةً، ((حتى يخرُج في عِراضِهم الدَّجَّال))؛ أخرجه ابن ماجه 174 بإسناد حسن.


11- أن يكون زمان خروجه زمانَ اختلافٍ بين الناس وفُرْقة؛ لما أخرجه ابن حِبَّان في صحيحه 6821، وصحَّحه، وصحَّحه الألباني في التعليقات الحِسان، عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: أُحدِّثُكم ما سمِعْتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق: حدَّثنا رسول الله أبو القاسم الصادق المصدوق: ((إنَّ الأعْوَرَ الدَّجَّال مَسِيحَ الضلالة يخرُج من قِبَلِ المَشْرق، في زمانِ اختلافٍ من الناس وفُرْقةٍ...)).


وعن أبي الطفيل قال: كنتُ بالكوفة، فقيل: خرج الدجال، قال: فأتينا على حذيفة بن أسيد رضي الله عنه وهو يُحدِّث، فقلت: هذا الدجال قد خرج، فقال: اجلِس، فجلستُ فأتى عليَّ العرِّيف، فقال: هذا الدَّجَّال قد خرج وأهل الكوفة يُطاعِنُونه، قال: اجلِس، فجلسْتُ، فنُودي: إنها كذبةٌ صباغٌ، قال: فقلنا يا أبا سَرِيحة، ما أجلستنا إلَّا لأمرٍ، فحدِّثنا، قال: ((إنَّ الدَّجَّال لو خرج في زمانِكم لرَمَتْه الصِّبْيانُ بالخَذْف، ولكن الدَّجَّال يخرُج في بُغْضٍ من الناس، وخِفَّة من الدين، وسُوء ذات بَيْنٍ ...)).


أخرَجه الحاكم في مستدركه (4/ 529 -530)، وعبدالرزاق (20827) مختصرًا، وقال الحاكم: (صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم)، ووافَقه الذهبي، وصحَّحه الألباني في قصة المسيح الدجال صـ106.


12- ظهور دعاة الضلال؛ لما أخرجه أحمد في مسنده (24329) بإسناده، بسند حَسَن، عن خالد بن خالد اليشكري، قال: خرجتُ زمان فُتِحَتْ تُسْتَر حتى قدِمتُ الكوفةَ، فدخلتُ المسجد، فإذا أنا بحَلْقةٍ فيها رجلٌ صَدْعٌ من الرجال، حَسَنُ الثَّغْر، يُعرَف فيه أنه من رجال أهل الحجاز، قال: فقلت: مَنْ الرجلُ؟ فقال القوم: أو ما تعْرِفُه؟! فقلت: لا، فقالوا: هذا حذيفة بن اليَمان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقعدتُ وحدَّثَ القوم، فقال: إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسألُه عن الشرِّ، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال لهم: إنِّي سأُخْبِركم بما أنكرتُم من ذلك، جاء الإسلام حين جاء، فجاء أمٌر ليس كأمرِ الجاهلية، وكنتُ قد أُعطِيتُ في القرآن فَهْمًا، فكان رجال يَجيئون فيسألون عن الخير، فكنتُ أسأله عن الشرِّ، فقلت: يا رسول الله، أيكون بعد هذا الخير شرٌّ كما كان قبله شرٌّ؟ فقال: ((نعم))، قال: قلت: فما العِصْمة يا رسول الله؟ قال: ((السيف))، قال: قلت: وهل بعد هذا السيف بقيَّة؟ قال: ((نعم، تكون إمارة على أقْذاءٍ وهُدْنة على دَخَن))، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ((ثم تنشأ دُعاةُ الضلالة، فإن كان لله يومئذٍ في الأرض خليفةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ، وأخَذَ مالَكَ فالزَمْهُ، وإلَّا فَمُتْ وأنت عاضٌّ على جِذْلِ شجرة))، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ((يخرج الدجال بعد ذلك معه نهرٌ ونارٌ)).


13- خروج الدجَّالين الكذَّابين؛ لما أخرجه أحمد في مسنده (5694) بإسناد صحيح بطُرُقه وشواهده، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((ليكونَنَّ قبل المسيح الدَّجَّال كذَّابون ثلاثون، أو أكثر)).


14- السنون الخدَّاعة التي تنقلب فيها الموازين، وتنتكس فيها المعايير؛ لما أخرجه أحمد في مسنده (13298) بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أمامَ الدجَّال سنين خدَّاعةً، يُكَذَّبُ فيها الصادقُ، ويُصَدَّقُ فيها الكاذبُ، ويُخوَّنُ فيها الأمينُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائنُ، ويتكلَّم فيها الرُّويبضة))، قيل: وما الرُّويبضة؟ قال: ((الفُوَيسِقُ يتكلَّم في أمْر العامَّة)).


قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية، ط هجر (19 /119): (وهذا إسناد جيد قوي، تفرَّد به أحمد من هذا الوجه).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (13 /84): (أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار، وسنده جيد).

وحسَّنه الألباني في الصحيحة (5 /321).


15- أن يكون للمدينة النبوية حينئذٍ سبعةُ أبواب؛ لما أخرجه البخاري في صحيحه (7125)، عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا يدخُل المدينةَ رُعْبُ المسيح الدجال، ولها يومئذٍ سبعةُ أبوابٍ، على كلِّ بابٍ مَلَكانِ)).


16- محبة أهل الإيمان لخروجه؛ لِما يجدون من شدة البلاء، وكثرة الشر عياذًا بالله؛ لما ثبت عن حذيفة رضي الله عنه، أنه قال: ((لا يخرُج الدجَّالُ حتى لا يكون غائبٌ أحبَّ إلى المؤمن خروجًا منه، وما خروجه بأضرَّ للمؤمن مِن حَصاةٍ يرفَعُها من الأرض، وما عِلْمُ أدناهم وأقصاهم إلا سواء))؛ أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (37507) بإسناد صحيح.


وعنه رضي الله عنه بإسناد صحيح، قال: ((لا يخرج الدجَّال حتى يكون خروجُه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ))؛ أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (37519).


وكلا الأَثَرَينِ لهما حُكْمُ الرَّفْع للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما مِن أمر الغيب، وليسا من قبيل الرأي.

واللهَ أسألُ بفضله ورحمته أن يعصِمنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يُعيذنا من شرِّ فتنة المسيح الدجال. 

 

يوم خروج الدجال

((فانتظروا الدجال من يومه أو غده))


ربما يكون التمايُز بين صفوف الأمَّة مبشرًا، لكنه مخيف كذلك.

فإن هذا التمايز - الذي يزداد معه الحقُّ نقاء، والباطل تبيُّنًا وضراوة - لا يعني أنَّنا سنكون فيه في جانب الحق - حتمًا - ونسأل اللهَ السلامةَ من الباطل.

 

رحى التمييز تَدور؛ لتأخذ كل رأس إلى الصفِّ الذي يستحقُّه، قد نراها فوق رؤوسنا تدور، فيتبيَّن لنا ميل هذا الرَّأس إلى النِّفاق، فنُسَر أنْ بصَّرنا الله عز وجل، ولا يزال مَن انحاز إلى الحق لا يُجزَم بأنه في جانبه حتى النِّهاية... حتى يوم أو ليلة خروج الدجال، والله أعلم.

 

ولكن لنا هنا وقفة!

هذا الرأس الذي مال إلى النِّفاق وانحاز عن الإيمان في هذه الدَّورة للرحى، كان من قبل يَنظر نفس نظرتنا إلى غيره، يراهم مَضوا إلى الباطل واستأصلَتْهم الفتنةُ، وربما كان مسرور النَّفس أنه لا يزال في جانب الحق.

الفِتَن تشتدُّ، ولا تزال كذلك حتى نبلغ أعظمَ فِتنة منذ خلق الله آدمَ؛ عن أبي أمامة الباهليِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أيها الناسُ، إنَّها لم تكن فتنةٌ على وجه الأرضِ، منذُ ذرأ اللهُ ذُرِّية آدمَ، أعظَمَ من فتنة الدَّجَّال))؛ الحديث (صحيح الجامع).

فالرأس الذي لم تصِبه الرحى في دورة، قد تصيبه في أخرى، إلَّا أن يُسلِّم اللهُ ويهدي عبادَه إلى فسطاط الإيمان الخالص؛ ((فسطاط إيمانٍ لا نِفاق فيه)).

 

فهذا التسارع الذي نراه في أحداث الأُمَّة، والفِتن التي تَنزل وتقلب القلوبَ والعباد في أحوالهم من جانب الحقِّ إلى جانب الباطل، ومن جانب الباطلِ إلى جانب الحقِّ - أكثر من أن يكون مبشرًا؛ فهو مخيف لأنفسنا، وهو نذير لنا، علينا أن نجتهد في أن نعلم الحقَّ، وننحاز إليه ما استطعنا؛ تفاديًا لآثار دوران رحى الفِتن فوق الرؤوس.

 

ونحمد اللهَ أن قد علَّمَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بصائر في الفتن، وكيف نتعوَّذ بالله عز وجل منها.

خلاصة القول أنَّنا نفرح بهداية الناس وتوبتهم عن الباطل ورجوعهم إلى الحقِّ، أو ببصيرة مِن الله لنا في عبدٍ من العباد أظهرتْ سوءًا خفي علينا منه، فذهبتْ به إلى جانب الباطل، فارتحنا من تَثبيطه أو تخذيلِه للمؤمنين، أو ما كان يوهن به بُنيانهم، فعلينا كذلك أن نشفِق على أنفسنا ونَحذر لها، فلا ندري إلى أي فسطاط يكون مصيرها.

 

عن عبدالله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قعودًا، فذكر الفتنَ، فأكثر ذِكرَها، حتى ذكر فتنةَ الأحلاس، فقال قائلٌ: يا رسولَ الله، وما فتنةُ الأحلاس؟ قال: ((هي فتنةُ هرَبٍ وحرْبٍ، ثم فتنةُ السَّرَّاء دخَلُها أو دخَنُها من تحت قدمَي رجلٍ مِن أهلِ بيتي، يزعمُ أنَّه مِنِّي، وليس مِنِّي؛ إنَّما وليِّيَ المتَّقون، ثمَّ يصطلِح الناسُ على رجلٍ كورِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنةُ الدُّهَيماء، لا تدَعُ أحدًا مِن هذه الأمَّة إلا لطَمتْه لطمةً فإذا قيل: انقطعتْ، تمادتْ، يُصبِحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناسُ إلى فسطاطَينِ: فُسطاط إيمانٍ لا نِفاقَ فيه، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجَّال مِن اليومِ أو غدٍ))؛ (رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه، واللفظ لأحمد)

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

================

 

صفات الدجال الروابط للألوكة

أَصْلُ الدَّجَلِ مَعْنَاهُ الخَلْطُ، يُقَالُ: دَجَّلَ إِذَا لَبَّسَ وَمَوَّهَ[1]، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: دَجَلَ البَعِيرَ إِذَا طَلَاهُ بِالقَطِرَانِ، وَغَطَّاهُ بِهِ[2].

وَسُمِّيَ الدَّجَّالُ دَجَّالًا؛ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الحَقَّ بِالبَاطِلِ، أَوْ لِأَنَّهُ يُغَطِّي عَلَى النَّاسِ كُفْرَهُ بِكَذِبِهِ وَتَمْوِيهِهِ وَتَلْبِيسِهِ عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: لِأَنَّهُ يُغَطِّي الأَمْرَ بِكَثْرَةِ جُمُوعِهِ[3].

وَسُمِّيَ مَسِيحًا لِأَنَّهُ مَمْسُوحُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ: "إِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ العَيْنِ"[4].

وَقِيلَ: لِأَنَّهُ يَمْسَحُ الأَرْضَ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَالأَوَّلُ أَرْجَحُ لِلحَدِيثِ المَذْكُورِ.

 

• صِفَةُ الدَّجَّالِ وَالأَحَادِيثُ الوَارِدَةُ فِي ذَلِكَ:

الدَّجَّالُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، لَهُ صِفَاتٌ كَثِيرَةٌ، بَيَّنَهَا لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لِتَعْرِيفِ النَّاسِ بِهِ، وَتَحْذِيرِهِمْ مِنْ شَرِّهِ، حَتَّى إِذَا خَرَجَ عَرَفَهُ المُؤْمِنُونَ، فَلَا يُفْتَنُونَ بِهِ.

 

وَإِلَيْكَ صِفَاته الواردة فِي السُّنَّة:

1- قُوَّتُهُ وَضَخَامَةُ بَدَنِهِ:

فَفِي حَدِيثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ: "فَانْطَلْقَنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا"[5].

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالكَعْبَةِ" الحَدِيثَ، فَذَكَرَ صِفَةَ عِيسَى عليه السلام، ثُمَّ قَالَ: "فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ... قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الدَّجَّالُ"[6].

 

وَمَعَ ضَخَامَةِ بَدَنِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَصِيرٌ:

فَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَلَّا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ، أَفْحَجُ، جَعْدٌ، أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ العَيْنِ، لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ، وَلَا جَحْرَاءَ، فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ"[7].

 

2- أَنَّهُ شَابٌّ:

فَفِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْـوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُفِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ..." [8] الحَدِيثَ.

 

3- أَنَّهُ أَحْمَرُ:

فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ – الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ –: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ"[9].


4- مَمْسُوحُ العَيْنِ اليُمْنَى:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ"[10].

وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "... وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ العَيْنِ عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ"[11].

 

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الدَّجَّالَ بَيْنَ ظَهْرَانِيِ النَّاسِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى،كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ"[12].

 

وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ فِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" عَنْ حُذْيَفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الدَّجَّالُ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُسْرَى"[13].

 

وَقَدْ جَمَعَ القَاضِي عِيَاضُ بَيْنَ هِذِهِ الرِّوَايَةِ وَالرِّوَايَاتِ القَائِلَةِ بِأَنَّ العَوَرَ فِي عَيْنِهِ اليُمْنَى، بِأَنَّ كِلْتَيْ عَيْنَيْهِ مَعِيبَةٌ، وَذَلِكَ لِأَنَّ جَمِيعَ الرِّوَايَاتِ صَحِيحَةٌ، فَتَكُونُ العَيْنُ اليُمْنَى هِيَ المَمْسُوحَةَ الَّتِي ذَهَبَ ضَوْؤُهَا، كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَتَكُونُ العَيْنُ اليُسْرَى هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ[14].

وَرَجَّحَ هَذَا الجَمْعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرْطُبِيُّ[15]، وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي هَذَا الجَمْعِ: "هُوَ فِي نِهَايَةٍ مِنَ الحُسْنِ"[16].

 

قُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ نِهَايَةٌ فِي الحُسْنِ، إِلَّا أَنَّهُ يُعَكِّرُ عَلَيْهِ أَنَّ فِي إِحْدَى رِوَايَاتِ حَدِيثِ حُذْيَفَةَ: "الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ"[17]، فَوَصَفَ العَيْنَ المَمْسُوحَةَ بِكَوْنِهَا عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ، فَانْتُقِضَ جَمْعُ القَاضِي عِيَاضٍ أَنَّ إِحْدَاهُمَا – وَهِيَ اليُمْنَى – مَمْسُوحَةٌ، وَالأُخْرَى عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

 

وَلِذَلِكَ فَقَدْ رَجَّحَ ابْنُ حَجَرٍ رضي الله عنه الرِّوَايَاتِ القَائِلَةَ بِأَنَّ العَوَرَ فِي العَيْنِ اليُمْنَى، وَهِيَ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَلَى رِوَايَةِ العَيْنِ اليُسْرَى، الَّتِي فِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ"؛ لِأَنَّ المُتَّفَقَ عَلَيْهِ أَقْوَى مِنْ غَيْرِهِ[18].

 

5- مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر"[19].

وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه: "مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ"[20].

 

6- جَعْدُ الشَّعْرِ، كَثِيرُهُ:

فِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ: "إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ"[21].

وَالقَطَطُ هُوَ شَدِيدُ جُعُودَةِ الشَّعَرِ[22].

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ، أَحْمَرُ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ العَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ..."[23].

وَعَنْ حُذْيَفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الدَّجَّالُ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، جُفَالُ الشَّعَرِ"[24].

وَمَعْنَى: "جُفَالُ الشَّعَرِ" أَيْ: كَثِيرُهُ[25].

 

7- أَفْحَجُ:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ"[26].

وَالأَفْحَجُ: هُوَ الَّذِي إِذَا مَشَى بَاعَدَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ كَالمُخْتَتِنِ، فَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ عُيُوبِهِ[27].

 

8- فِيهِ انْحِنَاءٌ:

عَنْ أَبِي هُرْيَرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "... وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ، فَإِنَّهُ أَعْوَرُ العَيْنِ، أَجْلَى الجَبْهَةِ، عَرِيضُ النَّحْرِ، فِيهِ دَفَأٌ"[28].

وَمَعْنَى: "فِيهِ دَفَأٌ" أَيْ: فِيهِ انْحِنَاءٌ، يُقَالُ: رَجُلٌ أَدْفَى أَيْ: فِيهِ انْحِنَاءٌ[29].

 

9- أَجْلَى الجَبْهَةِ:

كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ المُتَقَدِّم.

وَمَعْنَى: "أَجْلَى الجَبْهَةِ" أَيْ: خَفِيفَ شَعَرِ اللِّحْيَةِ مِنَ الصُّدْغَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي انْحَسَرَ الشَّعَرُ عَنْ جَبْهَتِهِ[30].

 

10- عَرِيضُ النَّحْرِ:

كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرْيَرَةَ المُتَقَدِّمِ.

• هَلِ المَسِيحُ الدَّجَّالُ مَوْجُودٌ الآنَ؟

الجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ مَوْجُودٌ الآنَ فِي جَزِيرَةٍ فِي البَحْرِ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الجَسَّاسَةِ فِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍرضي الله عنه قَالَتْ: فَذَكَرَتْ قَصَّةَ تَأَيُّمِهَا مِنْ زَوْجِهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي سَمِعْتُ نِدَاءَ المُنَادِي، مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الصَّلَاةَ جَامِعَة"، فَخَرَجْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسِاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ القَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: "لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ"، ثُمَّ قَالَ: "أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟" قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "إِنِّي وَاللهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ، لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بِهِمُ المَوْجُ شَهْرًا فِي البَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي البَحْرِ حَتَّى مَغْرِبَ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ، مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قَالُوا: وَمَا الجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ، انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، قَالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا، حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ،فَلَعِبَ بِنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَمَا الجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا مِنْهَا، وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا، هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَةُ المَاءِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ، قَالُوا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِي العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، هِيَ كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إِنِّي أَنَا المَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً - أَوْ وَاحِدًا - مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِيعَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي المِنْبَرِ: "هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ" - يَعْنِي المَدِينَةَ - "أَلَا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟" فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، "فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ، أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ، أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لَا، بَلْ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ" وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى المَشْرِقِ، قَالَتْ: فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم [31].

 

وَقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: بَلْ هُوَ ابْنُ صَيَّادٍ الَّذِي كَانَ مَوْجُودًا بَعْدَ ذَلِكَ فِي عَصْرِ الصَّحَابَةِ، وَأَحَادِيُثُهُ فِي "الصَّحِيحَيْنِ"، مِنْهَا:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِابْنِ صَيَّادٍ: "أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟" فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَرَفَضَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: "آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ" ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَاذَا تَرَى؟" قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ" ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا" فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ" فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: ذَرْنِي، يَا رَسُولَ اللهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ"[32].

وَالصَّوَابُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - هُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجُمْهُورُ مِنْ أَنَّهُ هُوَ المَذْكُورُ فِي حَدِيثِ الجَسَّاسَةِ؛ لِأَنَّ أَحَادِيثَ ابْنِ صَيَّادٍ مُحْتَمِلَةٌ، وَحَدِيثُ الجَسَّاسَةِ نَصٌّ فِي المَسْأَلَةِ.

 

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رضي الله عنه:

"وَالمَقْصُودُ أَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ لَيْسَ بِالدَّجَّالِ الَّذِي يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَطْعًا، وَذَلِكَ لِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الضَّمْرِيَّةِ، فَإِنَّهُ فَيْصَلٌ فِي هَذَا المَقَامِ"اهـ[33].

 

• مَكَانُ خُرُوجِ الدَّجَّالِ:

يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ جِهَةِ المَشْرِقِ، مِنْ خُرَاسَانَ[34]، مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ[35]، ثُمَّ يَسِيرُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ.

فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ المُتَقَدِّمِ: "أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ، أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لَا، بَلْ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ"، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى المَشْرِقِ [36].

 

وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ"[37].

 

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ، مَعَهُ سَبْعُونَ الفًا مِنَ اليَهُودِ عَلَيْهِمُ التِّيجَانُ"[38].

 

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رضي الله عنه:

"فَيَكُونُ بَدْءُ ظُهُورِهِ مِنْ أَصْبَهَانَ، مِنْ حَارَةٍ يُقَالُ لَهَا: اليَهُودِيَّةُ"[39].

 

• الأَمَاكِنُ المُحَرَّمُ دُخُولُهَا عَلَى الدَّجَّالِ:

حُرِّمَ عَلَى الدَّجَّالِ دُخُولُ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ المَدِينَةِ، وَمَسْجِدِ الطُّورِ، وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى.

فَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: "وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إِنِّي أَنَا المَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً - أَوْ وَاحِدًا - مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا"، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم -وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي المِنْبَرِ-: "هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ" يَعْنِي المَدِينَةَ[40].

 

وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ أُمَيَّةَ الأَزْدِيِّ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ فِي الدَّجَّالِ، فَذَكَرَ الحَدِيثَ، وَفِيهِ: "وَإِنَّهُ يَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَبْلُغُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ، وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الحَرَامِ، وَمَسْجِدَ المَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الطُّورِ، وَمَسْجِدَ الأَقْصَى"[41].

 

• مُدَّةُ مُكْثِ الدَّجَّالِ فِي الأَرْضِ:

يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، كَمَا فِي الحَدِيثَيْنِ المُتَقَدِّمَيْنِ.

فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: "فَأَخْرُجُ، فَلَا أَدَعُ قَرْيَةً إِلَّا دَخَلْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ".

وَفِي حَدِيثِ جُنَادَةَ بْنِ أُمَيَّةَ الأَزْدِيِّ: "وَإِنَّهُ يَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا".

وَعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه، أَنَّ الصَّحَابَةَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا لُبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قال: "أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ"[42].

 

• أَتْبَاعُ الدَّجَّالِ:

أَكْثَرُ أَتْبَاعِ الدَّجَّالِ مِنَ اليَهُودِ، وَالعَجَمِ، وَالتُّرْكِ، وَأَخْلَاطٍ مِنَ النَّاسِ، بِمَا فِيهِمُ الأَعْرَابُ وَالنِّسَاءُ؛ فَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ"[43].

وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الَّذِي تَقَدَّمَ: "يَتْبَعُهُ قَوْمٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ"[44].

 

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رضي الله عنه:

"وَالظَّاهِرُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ المُرَادَ هَؤُلَاءِ التُّرْكُ أَنْصَارُ الدَّجَّالِ"[45].

وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الطَّوِيلِ: "وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلأَعْرَابِيِّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ"[46].

وَذَلِكَ لِأَنَّ الجَهْلَ غَالِبٌ عَلَى الأَعْرَابِ، وَكَذَلِكَ النِّسَاءُ حَالُهُنَّ أَشَدُّ مِنْ حَالِ الأَعْرَابِ، لِشِدَّةِ تَأَثُّرِهِنَّ وَغَلَبَةِ الجَهْلِ عَلَيْهِنَّ.

 

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ"[47].

 

 هَلَاكُ الدَّجَّالِ

فِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ: "فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ[48]، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلَهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الجَنَّةِ"[49].

 

وَعَنْ أَبِي هُرْيَرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا، قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ: لَا، وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ المَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ فِي المَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ"[50].

الروابط للألوكة

[1] انظر "النهاية في غريب الحديث" 2/ 102.

[2] انظر "لسان العرب" 11/ 236.

[3] "لسان العرب" 11/ 236، 237.

[4] سيأتي تخريجه.

[5] أخرجه مسلم 2942.

[6] أخرجه البخاري 7128.

[7] أخرجه أبو داود 4320، وصححه الألباني في "المشكاة" 5485.

[8] أخرجه مسلم 2937.

[9] انظر التخريج السابق.

[10] أخرجه مسلم 2933.

[11] متفق عليه: أخرجه البخاري 3450، ومسلم 2934.

الظفرة: لحمة تنبت عند المآقي، وقد تمتد إلى السواد فتغشاه. "النهاية" 3/ 158.

[12] متفق عليه: أخرجه البخاري 7123، ومسلم 169.

[13] أخرجه مسلم 2934.

[14] انظر "شرح مسلم" للنووي 2/ 235.

[15] "التذكرة" 663.

[16] المرجع قبل السابق.

[17] متفق عليه: أخرجه البخاري 3450، ومسلم 2934.

[18] انظر "فتح الباري" 13/ 97.

[19] متفق عليه: أخرجه البخاري 7131، ومسلم 2933.

[20] متفق عليه: أخرجه البخاري 3450، ومسلم 2934.

[21] أخرجه مسلم 2937.

[22] انظر "شرح مسلم" 18/ 65، "النهاية" 4/ 81.

[23] متفق عليه: أخرجه البخاري 7128، ومسلم 169.

[24] متفق عليه: أخرجه البخاري 3450، ومسلم 2934.

[25] انظر "النهاية في غريب الأثر" 1/ 80.

[26] أخرجه أبو داود 4320، وصححه الألباني في "المشكاة" 5485.

[27] "عون المعبود" 7/ 390.

[28] أخرجه أحمد 15/28، وَقَالَ أحمد شاكر: إسناده صحيح.

[29] انظر "النهاية في غريب الحديث" 2/ 126، "لسان العرب" 1/ 77.

[30] انظر "النهاية" 1/ 290.

[31] أخرجه مسلم 2942.

[32] متفق عليه: أخرجه البخاري 1289، ومسلم 2930، 2931.

[33] "النهاية في الفتن والملاحم" 1/ 108.

[34] خراسان: بلاد واسعة في جهة المشرق، تشتمل على عدة بلدان، منها: نيسابور، وهراة، ومرو، وبلخ، وما يتخلل ذلك من المدن دون نهر جيحون. انظر "معجم البلدان" 2/ 350.

[35] أصبهان: قال ياقوت: "مدينة أصبهان بالموقع المعروف بـجي، وهو الآن يعرف بـشهرستان، وبـالمدينة فلما سار بختنصر وأخذ بيت المقدس، وسبى أهلها، حمل معه يهودها، وأنزلها أصبهان، فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة، ونزلوها، وسميت اليهودية، فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية" أهـ "معجم البلدان" 1/ 208.

[36] تقدم تخريجه.

[37] أخرجه الترمذي 2237 وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه 4072، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" 3398.

[38] إسناده حسن: أخرجه أحمد 12277، وأصل الحديث عند مسلم برقم 2944.

[39] "النهاية في الفتن والملاحم" 1/ 128.

[40] تقدم تخريجه.

[41] أخرجه أحمد 24/ 76 "الفتح الرباني"، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 343: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح"، وَقَالَ ابن حجر في "فتح الباري" 13/ 105: "رجاله ثقات".

[42] أخرجه مسلم 2937.

[43] أخرجه مسلم 2944.

[44] وقد تقدم.

[45] "النهاية في الفتن والملاحم" 1/ 117.

[46] أخرجه ابن ماجه 4077 وَقَالَ الألباني : في "ظلال الجنة" ص 160: "إسناده ضعيف، رجاله كلهم ثقات، غير عمرو بن عبد الله الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان، والحديث أخرجه ابن ماجه 4077، والآجري في "الشريعة" ص 375 – 376 من طريق أخرى عن السيباني. ولي رسالة في تخريج هذا الحديث، وتحقيق الكلام على فقراته التي وجدت لأكثرها شواهد تقويها". اهـ.

[47] إسناده صحيح أخرجه أحمد 5353 وَقَالَ أحمد شاكر: إسناده صحيح.

مرقناة: واد يأتي من الطائف.

[48] أي: لابس مهرودتين، أي: ثوبين مصبوغين بورس ثم زعفران. "شرح مسلم" 9/ 250.

[49] تقدم.

[50] أخرجه مسلم 2897.

=============

أعظمُ فتنةٍ في الأرضِ (فتنة الدَّجال)

وأربعةَ عشرَ سبباً للنجاةِ منه

إن الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].


أما بعد: فإن الله تعالى أرسلَ محمداً صلى الله عليه وسلم بالحقِّ بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، فلم يترك خيراً إلا دلَّ أُمَّتَهُ عليه، ولا شرًّا إلا حذَّرَها منه، ولَمَّا كانت أُمَّتُنا هي آخرُ الأُمَمِ، ونبيُّنا صلى الله عليه وسلم هو آخرُ الأنبياءِ، خَصَّ اللهُ تعالى هذه الأُمَّةَ بظهورِ أشراطِ الساعةِ فيها، وبيَّنها اللهُ في كتابهِ وعلى لسانِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، وأنها ستخرجُ في آخر هذهِ الأُمةِ مُؤذنةً بخرابِ العالم، وقيامِ يومِ القيامة، ﴿ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ﴾ [طه: 15]، قال جابرُ بنُ عبدِ اللهِ: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْناهُ وعَلا صَوْتُهُ واشْتَدَّ غَضَبُهُ، حتى كَأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يقولُ: «صَبَّحَكُمْ ومَسَّاكُمْ»، ويقولُ: «بُعِثْتُ أَنا والساعةُ كَهَاتَيْنِ»، ويَقْرُنُ بينَ إِصْبَعَيهِ السبَّابةِ والْوُسْطَى) رواه مسلم، فالساعة قد قَرُبت، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾ [المعارج: 6، 7]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ﴾ [الأحزاب: 63]، وقد ظهرَ كثيرٌ من أشراطِ الساعةِ الصُّغرى، وإذا ظَهرَتِ الكُبرى تتابعت ما بعدَها، قال صلى الله عليه وسلم: (الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ في سِلْكٍ، فإنْ يُقْطَعِ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضاً) رواه الإمام أحمد وصحَّحه أحمد شاكر.


ألا وإن من أشراطِ الساعةِ التي جَعَلَها اللهُ مُؤْذِنةً بانقضاءِ الدُّنيا وزوالِها، ودُنوِّ القيامةِ ومجيئها: خُروجُ المسيحِ الدَّجالِ الذي جَعَلَهُ اللهُ أعظمَ فتنةٍ للناسِ على وجهِ الأرضِ، فعنْ أبي أُمامةَ الباهِلِيِّ قالَ: (خَطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فكانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَدِيثاً حَدَّثَناهُ عن الدَّجَّالِ، وحَذَّرَناهُ، فكانَ من قولِهِ أنْ قالَ: إنهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ من فِتنةِ الدَّجَّالِ، وإنَّ اللهَ لَم يَبْعَثْ نبيَّاً إلا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وأنا آخِرُ الأنبياءِ، وأنتُمْ آخِرُ الأُمَمِ، وهُوَ خارِجٌ فيكُمْ لا مَحَالَةَ) الحديث رواه ابن ماجه، وصحَّحه الألباني.


ولعظيمِ شأنِ فتنةِ الدَّجال فقد أكثرَ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من ذكرِه والتحذيرِ منه، حتى قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنِّي قدْ حَدَّثتُكُم عنِ الدَّجَّالِ حتى خَشِيتُ أنْ لا تَعْقِلُوا) رواه أبو داود وصحَّحه ابنُ عبد البرِّ، وعنِ النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ قالَ: (ذَكَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الدَّجَّالَ ذاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيهِ ورَفَّعَ، حتى ظَنَنَّاهُ في طائِفَةِ النَّخْلِ) رواه مسلم.


قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله: (جاء فيه - أي الدَّجَّال - أكثر من مائة وتسعين حديثاً من الصحاح والحسان) انتهى.


وقال النووي في بابِ ذكرِ الدَّجَّال (هذا مَذْهَبُ أهلِ السُّنةِ وجميعِ الْمُحدِّثينَ والفُقَهاءِ والنُّظَّارِ خِلافاً لِمَنْ أَنكَرَهُ وأَبْطَلَ أَمْرَهُ من الخَوَارجِ والجَهْمِيَّةِ وبعضِ الْمُعْتَزِلَةِ) انتهى.


ولعظيم فتنته قال صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي القُبُورِ، مِثْلَ - أَوْ قَرِيبَ مِنْ - فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ) رواه البخاري ومسلم، ومن عظيم فتنته أن معه جنة ونار، قال صلى الله عليه وسلم: (مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ) رواه مسلم.


ومن عظيم فتنته: أن الله يُسخِّر له السماء والأرض فتنة وامتحاناً: قال صلى الله عليه وسلم: (فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ، أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ) رواه مسلم، ومن عظيم فتنته: سُرعته في الأرض: قال الصحابة: (يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ) رواه مسلم.


أيها المسلمون: لَمَّا كان نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أشفَقَ الناسِ على الأُمَّةِ وأنصَحَهُم، فقد أرشدنا إلى ما تحصلُ به نجاتنا من شرِّ فتنةِ الدَّجال، وحريٌّ بكلِّ مُؤمنٍ يُريدُ السلامةَ لدينه أن يأخذ بهذه الأسباب النبوية التي يُنجيه اللهُ بها من شرِّ فتنةِ الدَّجال، فمنها:

أولاً: الاستعاذةُ باللهِ من شرِّ فتنته: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (تَعَوَّذُوا باللهِ مِنْ فِتْنةِ الدَّجَّالِ) رواه مسلم، وكان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعلِّمُ الصحابةَ الاستعاذةَ باللهِ من شرِّ فتنةِ الدَّجالِ (كما يُعلِّمُهم السورةَ من القرآنِ) رواه مسلم، وأَمرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالاستعاذةِ بالله من شرِّ فتنةِ الدَّجَّالِ في التشهدِ الأخيرِ من الصلاةِ، فقالَ: (إذا فَرَغَ أَحَدُكُم منَ التشهُّدِ الآخِرِ فلْيَتَعَوَّذ باللهِ مِن أَرْبَعٍ: من عذابِ جَهنَّمَ، ومن عذابِ القبرِ، ومِن فتنةِ الْمَحْيا والْمَماتِ، ومِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) رواه مسلم، واقتدى بذلك السلف، قال الإمام مسلم: (بَلَغَنِي أنَّ طَاوُوساً قالَ لابْنِهِ: أَدَعَوْتَ بها في صَلاتِكَ؟ فقالَ: لا، قالَ: أَعِدْ صَلاتَكَ) انتهى.


ثانياً: الاستغاثةُ بالله تعالى: أمرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من ابتُليَ بفتنةِ الدَّجَّالِ أن يلجأ إلى الله ويَستغيث به، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وإنَّ مِن فِتْنَتِهِ أنَّ مَعَهُ جنَّةً وناراً، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وجَنَّتُهُ نارٌ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بنارِهِ فلْيَستَغِثْ باللهِ) رواه ابن ماجه وصحَّحه الألباني.


ثالثاً: الثباتُ على الدِّين، قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُني عليكُمْ، إنْ يَخْرُجْ وأَنا فيكُمْ فَأَنا حَجِيجُهُ دُونَكُم، وإنْ يَخْرُجْ ولَسْتُ فيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ واللهُ خَلِيفَتي على كُلِّ مُسْلِمٍ) رواه مسلم، قال القرطبي: (هذا منه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تفويضٌ إلى الله تعالى في كِفايةِ كُلِّ مُسلمٍ من تلكَ الفتنِ العظيمةِ، وتوَكُّلٌ عليه في ذلك) انتهى، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّهُ مَكتُوبٌ بينَ عينَيْهِ كافرٌ، يَقْرَؤُهُ مَن كَرِهَ عَمَلَهُ، أوْ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ) رواه مسلم، قال الإمامُ ابنُ تيمية: (فدَلَّ على أنَّ المؤمنَ يَتبيَّنُ لهُ ما لا يَتبينُ لغيرِهِ.. وكُلَّمَا قَوِيَ الإيمانُ في القَلْبِ قَوِيَ انكِشافُ الأُمُورِ لهُ) انتهى.


رابعاً: الْمُبادرةُ إلى الأعمالِ الصالحة قبلَ وُقوع السِّتِّ الآيات: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (بادِرُوا بالأعمالِ سِتَّاً: الدَّجَّالَ، والدُّخَانَ، ودَابَّةَ الأرضِ، وطُلُوعَ الشمسِ مِن مَغْرِبِهَا، وأَمْرَ العَامَّةِ، وخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ) أي الموت، رواه مسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنها ليسَتْ مِن فتنةٍ صَغيرةٍ ولا كبيرةٍ إلاَّ تَتَّضِعُ لفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فمَنْ نَجَا من فتنةِ ما قَبْلَها نَجَا منها، وإنهُ لا يَضُرُّ مُسْلِماً) رواه ابن حبان وحسنه الألباني.


خامساً: معرفةُ الله تعالى بأسمائه وصفاته: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما بُعِثَ نَبيٌّ إلاَّ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الكَذَّابَ، ألاَ إنَّهُ أَعْوَرُ، وإنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأَعْوَرَ) رواه البخاري ومسلم.


والله تعالى لا يُرى في الدُّنيا: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فإنْ أُلْبِسَ عليكُمْ فاعْلَمُوا أنَّ ربَّكُمْ تَباركَ وتعالى لَيْسَ بأَعْوَرَ، وإنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا ربَّكُمْ حتى تموتوا) رواه ابن أبي عاصم وجوَّد إسناده الألباني.


سادساً: الإيمانُ بأن نبيَّنا محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هو آخرُ الأنبياء: قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، فالدَّجالُ أولَ ما يخرجُ يدَّعي النبوَّة، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنهُ يَبْدَأُ فيَقُولُ: أنا نَبيٌّ، ولا نَبيَّ بَعْدِي) رواه ابن ماجه.

•   •   •

 

أمَّا بعدُ: فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ.


سابعاً: أهميةُ العلم الشرعي في مواجهةِ فتنةِ الدَّجالِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (يَأْتي الدَّجَّالُ وهُوَ مُحَرَّمٌ عليهِ أنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المدينَةِ، فيَنْزِلُ بعضَ السِّبَاخِ التي تَلِي المدينَةَ، فيَخْرُجُ إليهِ يومَئِذٍ رَجُلٌ وهُوَ خَيْرُ الناسِ أوْ مِنْ خِيارِ النَّاسِ، فيَقُولُ: أَشْهَدُ أنكَ الدَّجَّالُ الذي حَدَّثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حَدِيثَهُ، فيقُولُ الدَّجَّالُ: أرَأَيْتُم إنْ قَتَلْتُ هَذا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هلْ تَشُكُّونَ في الأَمْرِ؟ فيقُولُونَ: لا، فَيَقْتُلُهُ ثمَّ يُحْييهِ، فيَقُولُ: واللهِ ما كُنْتُ فيكَ أَشَدَّ بَصيرَةً منِّي اليَوْمَ، فيُرِيدُ الدَّجَّالُ أنْ يَقْتُلَهُ فلا يُسَلَّطُ عليهِ) رواه البخاري ومسلم، وفي روايةٍ لمسلم: (فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «هَذا أَعْظَمُ الناسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ العالمينَ).


ثامناً: الفِرارُ من فتنتهِ عندَ السماعِ بخروجهِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ سَمِعَ بالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عنهُ، فواللهِ إنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وهُوَ يَحْسِبُ أنهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بهِ منَ الشُّبُهَاتِ) رواه أبو داود وصحَّحه الألباني، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (لَيَفِرَّنَّ الناسُ منَ الدَّجَّالِ في الجِبَالِ) رواه مسلم، وقال التابعيُّ حسَّانُ بن عطية رحمه الله: (لا يَنْجُو مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ أَلْفِ رَجُلٍ وَسَبْعَةَ آلَافِ امْرَأَةٍ) رواه أبو نُعيم في الحلية وصحَّحه ابن حجر.


تاسعاً: حفظُ عشرِ آياتِ من أول سورة الكهف: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ من أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ) رواه مسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (فمَنْ أَدْركَهُ منكُم فلْيَقْرأ عليهِ فَوَاتِحَ سُورةِ الكهفِ، فإنها جِوَارُكُم من فتنتهِ) رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.


عاشراً: أنَّ من أدركه فليفعل ما أرشدَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مَعَهُ نَهْراً من ماءٍ ونَهْراً من نارٍ، فأمَّا الذي تَرَوْنَ أنهُ نارٌ مَاءٌ، وأمَّا الذي تَرَوْنَ أنهُ ماءٌ نارٌ، فمَنْ أَدركَ ذلكَ منكُمْ فأرادَ الْمَاءَ فلْيَشْرَب من الذي يَرَاهُ أنهُ نارٌ، فإنهُ سَيَجِدُهُ مَاءً) رواه مسلم.


الحادي عشر: سُكنى المؤمن والمؤمنة لمكةَ والمدينة: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (ليسَ من بَلَدٍ إلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلاَّ مكَّةَ والمدينةَ، ليسَ لهُ من نِقابها نَقْبٌ إلاَّ عليهِ الملائكةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَها، ثمَّ تَرْجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رَجَفَاتٍ فيُخْرِجُ اللهُ كُلَّ كافرٍ ومُنافقٍ) رواه البخاري ومسلم، ومثلُهما المسجدُ الأقصى والطور: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (وإنَّهُ يَلْبَثُ فيكُم أربعينَ صَبَاحاً، يَرِدُ فيها كُلَّ مَنْهَلٍ إلاَّ أَرْبَعَ مَساجدَ: مَسْجِدَ الحَرَامِ، ومَسْجِدَ المدينةِ، والطُّورِ، ومَسْجِدَ الأقْصَى) رواه الإمام أحمد وقال ابن حجر: (رجاله ثقات).


الثاني عشر: تركُ الفُرقةِ والاختلافِ بين المسلمين: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنَّ الأَعْوَرَ الدَّجَّالَ مَسِيحَ الضلالةِ يَخْرُجُ من قِبَلِ الْمَشْرِقِ في زَمانِ اختلافٍ مِنَ الناسِ وفُرْقَةٍ) رواه ابن حبان وصحَّحه الألباني.


الثالث عشر: الاهتمام بالنساءِ في الدعوة، والحرص على تعليمهنَّ العلم الشرعي: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (يَنْزِلُ الدَّجَّالُ في هذهِ السَّبَخَةِ بمَرِّ قَنَاةَ، فيكُونُ أَكْثَرَ مَن يَخْرُجُ إليهِ النِّساءُ، حتى إنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إلى حَمِيمِهِ وإلى أُمِّهِ وابْنَتِهِ وأُخْتِهِ وعَمَّتِهِ، فيُوثِقُها رِبَاطاً مَخَافَةَ أنْ تَخْرُجَ إليهِ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه الشيخ أحمد شاكر.


الرابع عشر: كثرةُ ذِكْرِه على المنابرِ والتحذير منه: فقد جَعلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم من علاماتِ خُروجِ الدَّجَّالِ أن تترُكَ الأئمةُ ذكرَهُ على المنابرِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حتى يَذْهَلَ الناسُ عنْ ذِكْرِهِ، وحتى تَتْرُكَ الأئمَّةُ ذِكْرَهُ على الْمَنابرِ) رواه عبدالله في زوائده على المسند.


وقال ابن ماجه عقبَ روايتهِ لحديثِ أبي أُمامة في ذكرِ الدَّجالِ: (سَمِعتُ أبا الحَسَنِ الطَّنَافِسِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ عبدَ الرحمنِ الْمُحَارِبيَّ يقولُ: «يَنْبَغي أنْ يُدْفَعَ هذا الحديثُ إلى الْمُؤَدِّبِ حتى يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانَ في الْكُتَّابِ) انتهى. 

 ==============

مقالات الالوكة المتعلقة